الثقافة الفردية في الدول العربية

ترتكز الثقافة الفردية على تحقيق أهداف الأفراد وليس الأهداف الاجتماعية. الدول الغربية لديها ثقافات فردية بينما الدول العربية لديها ثقافات جماعية. وهذا يعني أن ارتكاز التزامات الأفراد في الدول العربية على أسرهم القريبة والبعيدة والأصدقاء المقربين بدلاً من التركيز على أنفسهم.

الولاء ركن من أركان الثقافة الجماعية في الدول العربية. تقدم دراسات هوفستد حول الثقافات الوطنية أفضل وجهات النظر في فهم سلوكيات وعادات الناس في جميع أنحاء العالم. وفقاً لدراسات هوفستد السابقة، قال إن جميع الدول العربية لديها خصائص ثقافية متشابهة.


مقالات ذات صلة:


مستوى الفردية في الدول العربية على مقياس هوفستد

أعطى هوفستد العالم العربي 38 في المائة على الفردية لأنه كان ينظر إلى ثقافة العالم العربي على أنها جماعية. تعكس هذه الدرجة تعميم الثقافة العربية. قد يكون هذا صحيحاً استناداً إلى دراسات هوفستد. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن المجتمعات العربية مختلفة وتعمل في واقع متنوع.

بالإضافة إلى ذلك، توفر وجهة نظر هوفستد حول ثقافة الفردانية العربية أداة قيمة للأشخاص الجدد في العالم العربي والذين يحتاجون إلى أحكام وقرارات سريعة. يمكن أن تساعدنا هذه المعرفة في الاستجابة للمواقف بشكل مناسب.

في المقابل، في دراسة اُجريت من قبل الكيلاني وعزام والعثامنة أدعو فيها أن تعميم دراسة هوفستد في الأردن غير صحيح علمياً. يلاحظ هؤلاء العلماء أن تعميم النتائج من ثقافة إلى ثقافة أخرى يؤدي إلى نتائج مضللة، وهذا بسبب الاختلافات بين الثقافات.

الظروف المختلفة للدول العربية تُنشاء متغيرات في ثقافة الدول

علينا أن ندرك أوجه التشابه، مثل اللغة والدين بين مصر والعراق والإمارات والسعودية. ومع ذلك، فإن هذه البلدان لديها اختلافات فيما يتعلق بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. يجب أن نفهم أيضاً أن الدول العربية تفتقر إلى الظروف المستقرة التي قد تخلق ديناميكية ثقافية.

بناءً على هذه النتائج، من الضروري أن تركز أبعاد هوفستد على كل دولة في العالم العربي بسبب اختلاف الظروف السائدة في المجتمعات العربية. لذلك، تحتاج مثل هذه الدراسات إلى مراجعات وتحديثات مستمرة.

في هذا السياق، يجب على هوفستد مراجعة عمله والتعامل مع كل دولة في سياقها. في الوقت نفسه، يجب على هوفستد النظر في التقارب بين الدول العربية المختلفة بدلاً من التعميم الواسع.

على سبيل المثال، الشرف جزء أساسي من الثقافة العربية. يجب على العرب، وخاصة الرجال، أن يحرصوا على شرفهم بأي ثمن. لاحظ بعض العلماء أنه يجب على العرب “القتال أو الكذب أو القتل لحماية شرفهم وشرف أسرتهم”. من ناحية أخرى، يؤدي عدم حماية شرف المرء إلى الشعور بالخزي.

قد ينطوي استعادة الشرف المفقود على الانتقام مع عواقب وخيمة. في بيئة الأعمال، يجب على الزائرين للدول العربية لغاية العمل أن يتوخي الحذر بشأن أهمية الشرف في العالم العربي. الانتقاد العلني بين العرب يمكن أن يؤدي إلى فقدان الشرف، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.

لكن حسب دليل التوعية الثقافية العربية، هناك العديد من الثقافات والمجتمعات في الوطن العربي لديها مجموعات وعادات ومجتمعات غنية ومتنوعة. لذلك، توجد اختلافات في الممارسات الثقافية. وهذا يعني أن ثقافة الشرف تختلف من بلد عربي إلى آخر. إن ما يؤدي إلى تعميم عادات الشرف هو الاعتبار الواسع للعالم العربي.

هذا لأنه من الصعب التفكير في ثقافة أمة أو أمم دون تعميم. لذلك، فإن دقة عادات الشرف في العالم العربي تعتمد على سياق وظروف معينة. بشكل عام، يوفر لنا تعميم ثقافة الشرف في العالم العربي نظرة ثاقبة لما يمكن توقعه.