ومضة معرفية: يتطلب النضج العاطفي منا تحليل تجاربنا السابقة

إن الاختلالات العاطفية التي نمر بها في مرحلة البلوغ تحمل العلامات المميزة للطفولة. لكن من الصعب تحديد أصول تلك الاختلالات والتي يمكن أن تساعدنا على النضج العاطفي. نظراً لأن أصول عواطفنا الحالية غير واضحة وغير مرئية، فإننا لا نتلقى دائماً التعاطف الذي قد نستحقه من الآخرين.

قد يحكم صديق بأننا ضعفاء الشخصية أو متخاذلين. لكن ما لا يفهمونه هو أننا ربما طورنا تلك الصفات رداً على تنمر أحد الوالدين والسلوك التنافسي في العائلة خلال فترة نموانا.

نحن نكره الاعتراف، أو حتى تذكر، سبب جراحنا العاطفية. قد يكون من المهين الاعتراف بكيفية تأثير تجارب الطفولة بقوة على سلوكياتنا كابالغين. نحن نفضل أن ننظر إلى الماضي بحنين سعيد بدلاً من تحديه. ولكن لكي نفهم عيوبنا ونصل الى النضج العاطفي، فهذا بالضبط ما يجب أن نفعله.

لم يمر أي شخص بطفولة صحية عاطفية من جميع النواحي

من المفيد أن تفهم كيف كان وضعك العاطفي خلال طفولتك، صحي أو غير صحي.

للبدء، اسأل نفسك هذه الأسئلة: هل ضحى الشخص الذي رباني في طفولتي باستمرار باحتياجاته من أجل احتياجاتي؟ هل امتنع والداي عموماً عن الحكم عليّ بشكل سلبي؟ هل طلبوا أن أكون دائماً فتى أو فتاة جيدة – أم أنني اُعطيت الحرية، أحياناً ، لأكون سيئاً؟

بعد ذلك، حان الوقت لتقييم مدى الضرر العاطفي الذي أصابك في ماضيك. تتمثل إحدى طرق القيام بذلك في فحص مستوى صحتك العاطفية من خلال قياس أربع علامات رئيسية للصحة العاطفية.

الأول هو حب الذات. هذا يُملي كيف نشعر تجاه أنفسنا. إنه مرتبطه أيضاً بتقدير الذات، مثل مدى احتمالية شعورنا بأننا نستحق المعاملة السيئة، أو أن كل شيء هو خطأنا.

والثاني هو الصراحة – القدرة على قبول حقيقة أننا ذو عيوب دون الحاجة إلى الدفاع عن حياتنا الطبيعية.

الثالث هو التواصل. يتيح لنا التواصل وضع مشاعرنا العاطفية في كلمات بدلاً من ابقى الألم بداخلنا أو الانتقاد أو تجنب الحديث مع الآخرين.

وأخيراً، الشعور بالثقة. ما مقدار المخاطرة التي أنت على استعداد لتحملها؟ هل تجد العالم مكاناً مرعباً ⁠ أم أنه يُشعرك بالأمان نسبياً؟

من خلال تقييم هذه العلامات الرئيسية، يمكنك الشعور بجروحك – وبالتالي، كيف تستطيع التعامل معها.