كيف تنجح في البحث عن عمل في اقتصاد العمل الحر؟

يعد اقتصاد العمل الحر اتجاه جديد يكتسب زخم في سوق العمل. أصبح هذا الاقتصاد شائعاً لدرجة أنه بدأ في التأثير على سوق العمل التقليدي.

من الصعب العثور على عمل في اقتصاد العمل الحر، ولكن هناك طرق يمكنك من خلالها النجاح إذا كنت تعرف ما تفعله. لتحقيق النجاح، حاول أن تكون لديك فكرة واضحة عما تريده من وظيفتك، ومقدار الالتزام الذي سيتطلبه. تأكد من أنك على استعداد لاستثمار الوقت في التعرف على مجال عملك ومستعد للقيام بالعمل المطلوب للمضي قدماً.

كيف تنجح في البحث عن عمل في اقتصاد العمل الحر؟

عندما يكون الاقتصاد في حالة تغير مستمر، لا يوجد ما يخبرنا بالفرص التي ستنشأ. على سبيل المثال، مع تقدم التكنولوجيا وتغير التركيبة السكانية للقوى العاملة، اختار المزيد من الناس العمل الحر. للنجاح في هذا المشهد المتغير، من المهم أن تكون استراتيجياً في التسويق الخاص بك وأن تستفيد من الاتجاهات والفرص الجديدة التي تظهر.

يركز هذا المقال عن كيفية النجاح في البحث عن عمل في اقتصاد العمل الحر. يقدم نصائح حول كيفية تحديد نقاط القوة والضعف لديك، وكيفية تقديم نفسك بشكل احترافي أثناء عرض خدمتك على العملاء. يتحدث أيضاً عن ما يلزم لتحقيق النجاح في اقتصاد العمل الحر، مثل امتلاك رؤية واضحة لهدفك النهائي والشغف بما تفعله.

قد يهمك ايضاً:

يختار المزيد من الناس العمل الحر المرن على الوظائف بدوام كامل.

نشأ الكثير منا على نفس فكرة كيف يبدو المسار الوظيفي الناجح. أولاً، تذهب إلى الكلية، ثم تحصل على وظيفة جيدة الأجر ومستقرة. هذا المسار لا يزال شائعاً اليوم. لكن عالم العمل يتغير، وهذا يخلق فرصاً جديدة لا حصر لها.

مفتاح هذا التغيير هو التكنولوجيا. لقد قضت على بعض المهن، بالتأكيد، لكنها جلبت أيضاً وظائف جديدة. يمكن الآن للأشخاص على طرفي نقيض من العالم التعاون بسرعة وسهولة. كما تغيرت مواقفنا تجاه العمل. على نحو متزايد، يريد الناس وظائف تمنحهم مزيداً من الوقت وحريات شخصية أكبر.

كل هذا التغيير يدفع بملايين الأشخاص إلى اقتصاد العمل الحر.

في اقتصاد العمل الحر، يتخلى الناس عن فكرة العمل من التاسعة إلى الخامسة لدى صاحب عمل واحد. بدلاً من ذلك، يعملون لحسابهم الخاص. يأتي دخلهم من عدة مشاريع قصيرة الأجل تسمى الوظائف المؤقتة.

بفضل الإنترنت، يمكن للعاملين في اقتصاد العمل الحر العثور على مشاريع بنقرة زر واحدة. كل ما يحتاجون إليه هو استخدام منصات الإنترنت مثل Upwork أو TaskRabbit أو AngelList. هذه المواقع مليئة بالفرص في مختلف المجالات، والمشاريع مفتوحة لأي شخص لديه المهارات المناسبة.

زيادة شعبية اقتصاد العمل الحر

لذا أصبح إيجاد الشغل الآن أسهل بكثير. ليس من المستغرب إذن أن تزداد شعبية اقتصاد العمل الحر. أجرت منصة التوظيف Indeed استطلاعا عبر الاقتصادات الرائدة في العالم. وأظهر أنه، بين عامي 2013 و 2015، تضاعف الاهتمام بالعمل المرن تقريباً في ثلاثة أرباع البلدان التي شملها الاستطلاع. ووفقاً لشركة الأبحاث McKinsey Global Institute، كان هناك 5 ملايين شخص في المملكة المتحدة يعملون في اقتصاد العمل الحر في عام 2016.

بالنسبة لهؤلاء الملايين في المملكة المتحدة، وغيرها الكثير حول العالم، يقدم اقتصاد العمل الحر مزايا يصعب التغلب عليها.

لا يقتصر الأمر على ساعات العمل الصارمة أو موقع مكتب ثابت، يمكنهم العمل في أي وقت ومن أي مكان – سواء كان مقهى أو وجهة غريبة أو مجرد منزل خاص بهم. تعني هذه الحرية مزيداً من الوقت لأشياء مثل الاهتمامات العائلية والشخصية. الأشخاص الذين يعملون في اقتصاد العمل الحر أكثر رضا عن وظائفهم.

تبدأ الحياة المهنية الناجحة في اقتصاد العمل الحر بمعرفة ما تجيده وما تهتم به.

يبدو العمل في اقتصاد العمل الحر مغرياً. لكن القيام بهذه الخطوة والانضمام إلى القوى العاملة المرنة يمكن أن يكون أمر شاق.

ماذا يمكنك ان تقدم بالضبط؟ هل ستجد العملاء المناسبين؟ وهل سيدفعون ما يكفي؟ هذه بعض الأسئلة التي قد تتعامل معها. لحسن الحظ، هناك إجابات لكل منهم. لنبدأ بالسؤال الأول والأكثر أهمية. ماذا يمكنك أن تقدم للعملاء المحتملين؟

يعتقد الكثير من الناس أن حياتهم العملية بأكملها يجب أن تتناسب بدقة مع الوصف الوظيفي. ومع ذلك، لتحقيق النجاح في اقتصاد الوظائف المؤقتة، يجب أن تكون نظرتك أوسع. تلعب جميع مهاراتك واهتماماتك الأساسية دوراً مهماً، وليس فقط تلك المتعلقة بوظيفتك المباشرة.

كيف تعرف ما تجيده وما تهتم به؟

لمعرفة ما هي هذه الأشياء، ألق نظرة فاحصة على ما قمت به طوال حياتك المهنية. ما الذي نجح حقاً؟ ماهو الشي الذي تميزت به؟ ماهو العمل الذي استمتعت به اكثر؟

قد تجد أنك متحمس حقاً لشيء ما – لكنك لست بارعاً فيه. هذه ليست نهاية العالم. بمجرد أن تعرف ما تريد القيام به، يمكنك تطوير أو تحسين المهارات اللازمة. يمكنك استخدام الدورات التدريبية عبر الإنترنت أو مواد القراءة أو حتى تعمل مشاريع مجانية لديك شغف تجاهاه.

من المهم أيضاً التفكير في نوع نمط الحياة الذي تسعى إليه. ربما تريد مستوى معيناً من التحكم في جدولك، أو ربما لديك أهداف معينة طويلة المدى. يجب أن تسمح لك المهنة التي تستقر عليها بتحقيق ما هو مهم بالنسبة لك.

الآن، امتلاك المهارات الصحيحة ومعرفة ما تريده أمر رائع. لكن بناء مستقبل وظيفي في اقتصاد الوظائف المؤقتة يمثل تحدياً. هذا هو المكان الذي يساعد فيه التعلم من الآخرين. يجب أن تشاهد وتتابع أولئك الذين يفعلون ما يهمك.

باستخدام معاريفك الشخصية أو منصاتك مثل LinkedIn، تواصل مع الأشخاص المعنيين ورتب مقابلات قصيرة غير رسمية. اسألهم عن كيف بدأوا وما هي التحديات التي واجهوها. هل هناك أي دروس يرغبون في مشاركتها؟ هدفك هنا هو جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول عملهم وأسلوب الحياة الذي يسمح لهم بالحصول عليه.

باستخدام هذه المعرفة، ستكون في وضع أفضل لتحديد ما إذا كان العمل مناسباً لك.

السمعة الشخصية الجيدة والموثوقة تبني علامة تجارية ايجابية وتجذب انتباه العملاء المحتملين.

ماذا يمكنك أن تتعلم من الأشخاص الذين يملكون صيت وشهرة على وسائل التواصل الاجتماعي؟

غالباً ما يكون هؤلاء الأشخاص – الذين يمتلكون نفوذ على وسائل التواصل الاجتماعي – خُبراء في موضوعات نمط الحياة أو القضايا الاجتماعية. من خلال إنتاج محتوى رائع، يكتسب هولاء الأشخاص متابعين – أشخاص يقدرون آرائهم.

بعبارة أخرى، يبنون جمهوراً مخلصاً. هذا يجعلهم محترمين من قبل اللاعبين الرئيسيين في سوق عمل الوظائف المؤقتة. يؤدي هذا الاحترام إلى دعم تجاري مربح وميزات في وسائل الإعلام وغير ذلك الكثير.

يبذل الاشخاص ذووي النفوذ الكثير من الجهد في كيفية تقديم أنفسهم. لذالك، إذا كنت تعمل في اقتصاد الوظائف المؤقتة، فسيتعين عليك القيام بذلك أيضاً.

يحتاج العملاء إلى سبب لاختيارك من بين جميع الأشخاص ذوي المهارات المماثلة. لذلك من الضروري بناء علامة تجارية شخصية قوية.

الخطوات المناسبة لجذب العملاء

الخطوة الأولى هي تحديد ما تمثله أنت وحدك. في نهاية المطاف، لا يمكنك بيع منتج إذا كنت لا تعرف ما هو. فكر في ما تريد أن تشتهر به وما تريد تحقيقه. تخيل أن شخصاً ما وجد عملك لأول مرة. ما هو نوع الانطباع الذي تريده لهم؟ يجب أن توضح الإجابة على هذا السؤال وهو “كيفية تسويقك لنفسك”.

بمجرد تحديد علامتك التجارية، يمكنك البدء في مشاركتها. في هذه الأيام، بالطبع، يقوم معظم الناس بذلك على الإنترنت.

يمكن أن يكون عرض معرفتك أداة فعالة للغاية. يمكنك استخدام حساباتك على الوسائط الاجتماعية أو حتى بدء مدونة مخصصة. اكتب عن آخر تطورات القطاع الذي تتخصص فيه أو اكتب عن المشكلات التي قمت بحلها أو المشروعات الشيقة التي عملت عليها. المحتوى الجيد والمتسق سوف يجذب الانتباه اليك في النهاية.

تشمل الطرق الأخرى لتنمية علامتك التجارية عبر الإنترنت إنشاء بودكاست أو المشاركة في مؤتمرات الويب. أياً كان النهج الذي تختاره، فإن هدفك الرئيسي هو وضع علامتك التجارية وخبراتك أمام العملاء المحتملين.

علامتك التجارية مهمة جدا، وسمعتك كذلك. يبحث العملاء المحتملون عن الأشخاص الذين يمكنهم بناء علاقات دائمة معهم. يحتاج العملاء إلى الوثوق بك؛ إنهم بحاجة إلى معرفة أنك ستقدم عملاً عالي الجودة في الوقت المحدد.

ضع ذلك في الاعتبار في جميع تعاملاتك مع العملاء والزملاء في نفس مجال عملك. ستنتشر أخبار عن سمعتك الطيبة، وسيساعد ذلك في جذب عملاء جدد.

ستجد عملاً في اقتصاد العمل الحر إذا استخدمت مجموعة متنوعة من القنوات وظلت مثابراً.

هل سبق لك أن لاحظت أنه عندما يظهر منتج جديد، تراه في كل مكان؟

لنفترض أنه مشروب طاقة. ستراه على اللوحات الإعلانية. سيظهر على شاشة التلفزيون. سيكون هناك عينات مجانية في محلات البقالة. المجلات ستنشر كوبونات الخصم. قد تساهم العلامة التجارية في رعاية بعض الأحداث الرياضية. أي شيء للحصول على أكبر عدد ممكن من الأشخاص لتجربة المنتج وشرائه.

بصفتك عاملاً حراً يتطلع إلى الحصول على عملاء، عليك اتباع نهج مماثل.

سيبدأ معظم العاملين في العمل الحر باستخدام مواقع البحث عن العمل ومنصات العمل المستقل، مثل المنصات التي ذكرتها سابقاً. ومع ذلك، فالأمر ليس بهذه البساطة بأن تقوم بتسجيل الدخول واختيار مشروع جذاب.

يجب أن يكون لديك ملف شخصي مناسب على حسابات التواصل الاجتماعي. لا تقم فقط بتجميع قائمة طويلة بكل ما يمكنك القيام به. بدلاً من ذلك، تخيل عميلك المثالي ونوع المهارات التي يبحث عنها. بعد ذلك يمكنك إبراز مجالات خبرتك ذات الصلة بعملائك. يمكنك تحسين ملفك الشخصي بشكل أكبر إذا عرضت أمثلة على أعمال أنجزتها.

القنوات التي يمكنك استخدامها للترويج لعملك الحر

تاكد من كتابة في ملفك الشخصي جملة موجزة تُظهر للعملاء المحتملين مهاراتك ومؤهلاتك التي تجذب انتباه هولاء العملاء الى حسابك الشخصي.

وكذالك، عندما تقدم عرض للعمل على المشاريع، أوضح سبب كونك الشخص المناسب للوظيفة. شارك أي قصص نجاح مررت بها مع مشاريع مماثلة في الماضي. حدد بدقة الطريقة التي ستتعامل بها مع الوظيفة التي تقدم لها. سيستغرق الأمر بضع عروض تقديمية قبل أن يتم تعيينك، لذا استمر. استخدم كل رفض كفرصة لتحسين عروضك.

بينما تستمر في الترويج، ابحث عن طرق أخرى للعمل. أحدها هو تقديم خدمات مجانية أو مخفضة السعر لجذب الانتباه وإجراء الاتصالات وبناء ملف عملك. يمكنك إنشاء مواد قابلة للتنزيل مثل التقارير أو الأدلة الإرشادية. أو يمكنك حل المشكلات الصغيرة للعملاء المحتملين. إذا وجد الأشخاص هذه الخدمات ذات قيمة، فسيكونون على استعداد للدفع مقابل مشاريع أكبر.

أخيراً، الطريقة الجيدة لجذب العملاء هي التواصل. احضر الأحداث والمؤتمرات واللقاءات المتعلقة بمجال عملك في منطقتك أو عبر الإنترنت، وتذكر دائماً تقديم نفسك للناس. ستُنشئ علاقات مع العملاء المحتملين أو حتى الأشخاص الذين يعملون في نفس مجالك عملك الحر وربما يمكنك التعاون معهم.

جدولة ساعات العمل واوقات الفراغ تزيد من كفاءة العمل.

إذا كنت في وظيفة من التاسعة إلى الخامسة، فقد تجد صعوبة في التركيز على العمل. وكذالك، عندما تصبح عاملاً مستقل ستجد نفس الصعوبات. في الواقع، قد يكون التركيز أكثر صعوبة عند العمل في اقتصاد الوظائف المؤقتة. عندما تكون عاملاً مستقلاً، ليس لديك زملاء تطلب منهم الدعم المعنوي، ولا مكتب لهيكلة عملك، ولا يوجد مدير يراقبك.

هذا ليس مثالياً: بدون كفاءة كبيرة، ستكافح لكسب المال الكافي والحصول على وقت فراغ. ومن الواضح أن عدم الالتزام بالمواعيد النهائية والعمل الرديء ليسا الطرق الانسب لكسب علاقات ايجابية مع العملاء أو بناء سمعتك.

وهذا يجعل القدرة على إدارة الوقت والعمل بكفاءة مهارة أساسية في اقتصاد العمل الحر.

اهمية أدارة الوقت

لنبدأ بالمواعيد النهائية. من السهل جداً التخلف عن إنهاء العمل في الوقت المطلوب إذا لم تخصص وقتاً كافياً للمشروع. هذا يمكن أن يجعلك تستعجل، وعندما يستعجل الناس، يمكن أن تنخفض جودة عملهم. لذلك من الضروري منح العملاء جداول زمنية واقعية.

قم بذلك عن طريق تقسيم المشاريع إلى مهام أصغر وتقييم المدة التي سيستغرقها كل مشروع. إذا كنت قد أكملت مشاريع مماثلة من قبل، فتذكر مقدار الوقت الذي قضيته فيها. هذا وحده سوف يمنحك الكثير من البيانات حول ما يمكن وما لا يمكن أن ينجح.

الشيء التالي الذي عليك القيام به هو إنشاء هيكل لكيفية عملك. بهذه الطريقة، ستتمكن من العمل بثبات وتسليم المشاريع في المواعيد المحددة دون تقليل ساعات النوم أو زيادة الإرهاق.

حدد ساعات عمل يومية صارمة وتأكد من عدم السماح بأي عوامل تشتيت. من الطرق الجيدة لمساعدتك على عدم التشتت هو إيقاف تشغيل إشعارات هاتفك. خصص أوقات التي سترد فيها على رسائلك، ولا تلمس هاتفك خارج هذه الأوقات. يجب عليك أيضاً استخدام قوائم المهام للتخطيط لأيامك وأسابيعك.

ستتيح لك قائمة المهام الجيدة الغوص مباشرة في العمل، دون إضاعة الوقت لمعرفة ما يجب القيام به ومتى. وستكون قادراً أيضاً على تحديد الأولويات، حتى عندما تغرق في الطلبات غير المتوقعة.

قوائم المهام وفترات الوقت الخالية من الإلهاء رائعة. ولكن من المهم أيضاً تخصيص وقت للاستراحة. إنها حيوية لرفاهيتك. استخدم فترات الراحة للأشياء التي تستمتع بها، مثل التأمل أو القراءة. أو يمكنك أن تقرر قضاء هذا الوقت في تطويرك الشخصي.

فكر في تشارلز ديكنز، الكاتب الإنجليزي الشهير. كان لديه روتين واضح: كان يكتب لمدة خمس ساعات كل يوم، ثم يترك عمله ويذهب في نزهات طويلة.

سواء اخترت الذهاب في نزهة مشي أو أخذ دروس عبر الانترنت، تذكر أن تخصص وقتاً لنفسك. ستؤدي عملاً أفضل وسيكون عملاؤك أكثر سعادة.