كيف يمكن للشركات ان تنشاء وتنمي ثقافة الابتكار في مكان العمل؟

نحن نعيش في عالم أعمال حديث وتنافسي وإبداعي مما كان عليه في الماضي. يتمثل النظام الأكثر واقعية لتعزيز ثقافة الابتكار في مكان العمل في تشكيل فريق ابتكار مكلف بالتوصل إلى أفكار وتحسين مستوى الأفكار الإبداعية في مكان العمل.

لا يقتصر الابتكار على مجموعة أو قسم فقط، بل يمكن أن يحدث في أي مكان داخل الشركة. إنه يجعل عمليات سير العمل أسهل من خلال نهج تقني جديد، أو جعل التكاليف أكثر كفاءة، أو إيجاد طريقة لجعل مهام العمل أكثر إنتاجية.

قد يهمك ايضاً:

لكي تصبح شركة مبتكرة، يجب خلق ثقافة الابتكار في مكان العمل.

يمكن لثقافة الابتكار أن تسبب فرقاً بين النجاح والفشل في بيئة عمل اليوم التنافسية. يأتي تعزيز ثقافة الابتكار مصحوباً بميزة مسبقة تتمثل في تحسين مشاركة الموظفين وإيجاد حلول أفضل لتحديات الأعمال.

المفتاح لخلق ثقافة الابتكار في مكان العمل هو جعل الابتكار جزءاً من حياة العمل اليومية. يشعر الموظفون بالتحدي والمشاركة والتقدير عندما يتم تشجيعهم على الابتكار وبالتالي يُأثر بشكل إيجابي على أداء الموظفين والرضا الوظيفي.

وفقاً لدراسة حديثة أجرتها شركة Accenture، يعتقد أكثر من 90٪ من المديرين التنفيذيين أن الابتكار هو مفتاح نجاح أعمالهم وشركاتهم.

يتمثل التحدي الرئيسي لأي شركة في كيفية بناء وتنمية ثقافة الابتكار. هناك العديد من الطرق الإستراتيجية للتأثير على تدفق الابتكار والأفكار على المستوى التنظيمي في الشركة.

فيما يلي بعض الطرق لتعزيز ثقافة الإبداع في مكان العمل:

1. تحديد القائد المناسب لتمهيد الطريق للابتكار على مستوى الشركة.

هذه واحدة من الخطوات الحاسمة للشركات التي تتطلع إلى إنشاء وتنمية ثقافة الابتكار. أن إنشاء وتنمية ثقافة الابتكار لا تشبة إدارة الأعمال التجارية، فهي تحتاج إلى نهج استراتيجي يشجع الموظفين على المشاركة في المبادرات المبتكرة. القائد الذي يمهد الطريق للابتكار يمكن أن:

  • يكون رائداً في التفكير الخيالي و النهج الشمولي والتوازن الدقيق بين الحدس والحكم العقلاني.
  • يخلق اعتقاد إيجابي حول إحداث تغييرات مبتكرة في الشركة.
  • يخلق ثقافة عمل ديناميكية يكون الابتكار فيها هو السبيل الوحيد لتعزيز الإنتاجية.
  • يبني الثقة للتعبير عن الأفكار الإبداعية.
  • يُشجع الأفكار المبتكرة والتعلم من الفشل.

2. بناء ثقافة الابتكار

عمليات التعلم هي جوانب حاسمة للابتكار. تعتمد رحلة الابتكار على عوامل متعددة.

الابتكار هو عمل كل فرد في الشركة. ومن أجل جعله وظيفة كل فرد، تحتاج الشركات إلى تطوير أهداف رئيسية تساعد على مواجهة التغييرات المستقبلية السريع والمليئة بالتحديات.

تحتاج أي شركة والتي على وشك تنمية ثقافة الابتكار إلى إنشاء:

  • عمليات لمحادثات التعلم عالية الجودة،
  • ومنصات التواصل الاجتماعي،
  • وأدوات إدارة الأفكار لتحسين إنشاء واستخلاص الأفكار.

تلعب أدوات إدارة الأفكار مثل Wave دوراً كبيراً في تعزيز انخراط الموظفين ومشاركتهم باستخدام تقنيات مثل التلعيب Gamification.

3. التعاون

تتطلب المكاسب المستقبلية الكبيرة على وجود موظفين من الطراز الرفيع يعملون بخطى متقنة. العقول المتشابهة لا تنتج أبداً أي شيء استثنائي.

النهج التعاوني فعال بشكل ملحوظ في بناء الإجماع، وزيادة مستويات التحفيز والمشاركة، وجمع الفرق معاً، وتدريب الأعضاء. إنه يوفر أساساً مثمراً للتجارب مما قد يؤدي إلى المزيد من الأفكار الإبداعية.

يعمل تقديم أدوات التعاون في أي شركة على جمع الأشخاص معاً وتوفير مكان عمل حديث لتجريب ومشاركة الأفكار وتعزيز ثقافة الابتكار.

تنقل تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي التعاون إلى مستوى متطور حيث تسمح للبشر والآلات بالعمل معاً لتعزيز الإنتاجية.

على سبيل المثال، يعمل برنامج Mesh للشبكة الداخلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تعزيز التعاون ويساعد على التقاط واستخلاص الأفكار الفعالة من الموظفين داخل الشركة.

4. استثمر الوقت في التنمية الإبداعية

تتحقق روح ثقافة الابتكار في مكان العمل عندما تكون الشركات قادرة على بناء طريقة للموظفين تشجعهم على ثقافة الابتكار في أماكن عملهم. كذلك، تنبع قدرة الابتكار في الشركات عبر تجميع المواهب والتزامها ببناء المعرفة والكفاءات لكل موظف في الشركة.

لا يجب على الشركات التركيز فقط على أهمية الإبداع، بل توضيح كيفية جعل ثقافة الابتكار أكثر فاعلية والتي ستساعد الموظفين على إيجاد طرقاً مبتكرة للعثور على الأفكار الإبداعية وتنفيذ الابتكار في العمل.

على سبيل المثال، يمكن للشركات والمؤسسات تخصيص يوم لتحفيز الموظفين على تجربة الأفكار الإبداعية بجانب عملهم الفعلي.

كتب مؤسسا جوجل Larry Page و Sergey Brin في خطاب الاكتتاب لعام 2004 “نشجع موظفينا، بالإضافة إلى مشاريعهم العادية، على قضاء 20٪ من وقتهم في العمل على ما يعتقدون أنه سيفيد جوجل أكثر”.

كانت جوجل أول شركة أنشئت نشاط تجاري قائماّ على الابتكار. يُسمح للموظفين في جوجل بتخصيص 20٪ من وقتهم للمشاريع الشخصية.

الموظفون الذين لديهم فكرة لا تتعلق بوظائفهم سوف يركزون 5-10٪ من وقتهم على مشروع شخصي حتى يُظهروا تأثير الفكرة. أنتجت هذه المبادرة بعض أكثر منتجات جوجل نجاحاً بما في ذلك جيميل وادسنس و وجوجل توك.

5. احترام الفشل

الفشل جزء من عملية الابتكار والتعلم. يجب أن تكون الشركات على معرفة بأن ليس كل فكرة سوف تنجح. جوهر الابتكار هو أنه يتطلب تجارب متعددة لإنشاء منتجات وحلول جديدة بنجاح.

يجب أن تحترم الشركات كل محاولة أو فكرة فاشلة، لان عندما لا يخاف الموظفون من الفشل، فإنهم سوف يجازفون من أجل الابتكار ويخرجون بأفكار رائعة.

نظراً لأن المخاطرة والعائد هما وجهان لعملة واحدة، فإن الشركات التي تبحث عن عائد استثمار أعلى تحتاج إلى تشجيع ثقافة المخاطرة. لكن لتقليل فرص الفشل، تحتاج الشركات إلى المخاطرة المحسوبة.

ومع ذلك، فإن الابتكار لا يتعلق بالفشل ولكن يتعلق أكثر بتكرار التجارب.

على سبيل المثال، أن هناك أشخاص أو شركات مثل Walt Disney و Arianna Huffington و Steve Jobs والعديد من الشركات الأخرى تم بنائها على الإخفاقات. 

6. التعرف على المواهب المبتكرة ومكافأتها

يجب على الشركة التركيز على ومكافأة الجهد الذي يبذله الموظف في ابتكار الأفكار لكي تدفع وتخلق ثقافة الابتكار في مكان العمل. بهذه الطريقة يتم تحفيز الموظفين ويستمرون في نشر أفكارهم.

يجب تصميم نظام المكافآت بطريقة تجعل المخاطرة التي يتم التعرض لها لإنشاء فكرة أن تكون ذات قيمة أكبر من النتيجة (من الفشل). فيما يلي بعض الإرشادات التي يمكن استخدامها لتصميم نظام المكافآت:

  • تركيز برنامج المكافأة عن طريق تقييم الأداء وتشجيع الابتكار.
  • الإقرار والمكافأة على الفشل الذي يكون حافزا للتعلم في المستقبل.
  • ضع خطة نمو مهني سريعة للمبتكرين الرائدين.

وفقاً لاستطلاع Deloitte Millennial لعام 2017، يرغب جيل الألفية في العمل في أماكن يشعرون فيها بالتمكين وتحمل المسؤولية – حيث يشعرون أن بإمكانهم إحداث فرق وإحداث تأثير.

خلاصة القول

نظراً لأن الشركات تركز على تحديد أولويات تطوير ثقافة الابتكار في مكان العمل، فمن المهم تنفيذ الاستراتيجيات الصحيحة لتقديم حلول لتحديات الأعمال. يمكن أن يؤدي دمج برنامج إدارة الأفكار في مكان العمل إلى تسهيل التعاون والمشاركة بين الموظفين واستخلاص الأفكار وتقييمها واختيارها والذي ربما سيُحدث فرقاً كبيراً تنمية ثقافة الإبداع في الشركة.