كيفية استخدام العصف الذهني العكسي لتوليد أفكار جديدة

العصف الذهني مفهوم مألوف لدى معظم الناس. إذا كنت لا تزال عالق في محاولة ابتكار أفكار جديدة، فلماذا لا تجرب هذه الطريقة الأكثر تقدماّ للتفكير والتي تسمى العصف الذهني العكسي.

في العصف الذهني وكتابة الأفكار، تأتي الأفكار من رأسك ومن رؤوس الآخرين. يعد العصف الذهني العكسي جيد للاستخدام عندما يكون الأشخاص على دراية بالعصف الذهني، حيث سبق لك استخدام العصف الذهني، وكنت تبحث عن نوع مختلف من طرق التفكير. 

إنه تنوع ممتع، ويكون مفيد بشكل خاص عندما تكون هناك مجموعات لديها مشاركين يصدرون أحكاماً. يستغرق العصف الذهني العكسي وقت أطول قليلاً من العصف الذهني التقليدي، لذا خطط لوقت أطول قليلاً.

مقالات ذات صلة

الخطوة الأولى في العصف الذهني العكسي

باستخدام نهج مماثل للعصف الذهني، ابدأ بوضع بيان مشكلة محدد وتأكد من أن بيان المشكلة محدد باتقان قبل المضي قدماً. على سبيل المثال، كيف تحافظ على التزام العملاء بنشاط تجاري جديد عبر الإنترنت؟

تخيل أنك على وشك إطلاق نشاط تجاري جديد. سيكون من خلال الإنترنت بشكل أساسي، وتريد التأكد من أن العملاء يطورون ولائهم بسرعة ويظلوا مخلصين لنشاطك التجاري الجديد.

للقيام بذلك، نعكس بيان التحدي الأولي الخاص بنا إلى بيان سلبي، ثم نعكس الأفكار السلبية إلى الأفكار الإيجابية. يتمتع العصف الذهني العكسي بميزة جيدة ، حيث يمكن أن يكون مرح وغالباً ما يولد الكثير من الضحك عندما تسمع هذه الأفكار السلبية. ميزة أخرى لهذه الطريقة للتفكير هي أنها قد تساعد في حشد دعم أولئك الذين يميلون إلى التشاؤم في نهجهم لحل المشكلة.

خذ بيان المشكلة وعكسه إلى شكل سلبي. على سبيل المثال، قد نقول: 

  • “كيف تقلل من ولاء العملاء؟” 
  • “كيف نزيد انعدام الثقة بين أعمالنا وعملائنا؟” 
  • “ما هي الطرق التي قد نحبط بها عملائنا؟” 
  • “ما هي كل الأشياء التي يمكننا القيام بها لإبعاد عملائنا؟”

نتيجة لذلك، عكسنا بيان المشكلة، وهي ضمان ولاء العميل، إلى شيء لا نريد حدوثه. بعد ذلك، بمجرد غربلة مجموعة متنوعة من بيان المشكلات العكسي، نختار واحدة تعكس نوايانا بدقة أكبر. بعد ذلك، نقوم بتوليد الأفكار حول بيان المشكلة العكسي ونتبع الإرشادات الخاصة بالتفكير المتشعب. من بين الأشياء التي نقوم بها تأخير إصدار الأحكام، والسعي إلى الكمية، وإنشاء الروابط، والبقاء منفتحين على الأفكار الجديدة.

استخدام العصف الذهني العكسي لإنشاء حلول إيجابية

بعد توليد الأفكار لهذا البيان السلبي، فإننا نعكس العملية ونغير الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية، بهدف إيجاد حلول لبيان المشكلة الأولي. يمكن لفكرة سلبية واحدة أن تحفز العديد من الأفكار الإيجابية. 

للعودة إلى مثالنا، كيف نضمن ولاء العملاء لمشروع تجاري جديد عبر الإنترنت؟ لنفترض أننا اخترنا بيان التحدي العكسي، “ما هي الطرق التي قد نحبط بها عملائنا؟” تخيل أننا توصلنا إلى أفكار حول هذا البيان السلبي. ربما كانت إحدى الأفكار هي ضمان وجود العديد من الطبقات لعملية الشراء. هذه هي الفكرة السلبية. 

كيف نعكس ذلك الآن لمواجهة التحدي الأصلي الذي نواجهه وهدفنا المتمثل في ضمان ولاء العملاء؟ قد يؤدي وجود الكثير من الطبقات لعملية الشراء إلى جعل العملية ممتعة. على سبيل المثال، توفير لوحة تحكم مرئية لإظهار التقدم أثناء تحرك العميل عبر عملية الشراء. أو توفير إمكانية الوصول الى خدمة العملاء عبر تطبيقات الرسائل الفورية. 

فكرة سلبية أخرى معكوسة تتمثل في تسليم المنتج في وقت متأخر. مرة أخرى، خذ الفكرة السلبية، واستخدمها كنقطة انطلاق لعكسها، وتوليد حلول محتملة إيجابية. على سبيل المثال، قد يؤدي “تسليم المنتج في وقت متأخر” إلى “إنشاء نظام تتبع بسيط؛” أو منح خصومات مستقبلية إذا لم يتم استلام المنتج في الوقت المحدد. 

سلبيات العصف الذهني العكسي

العصف الذهني العكسي له بعض السلبيات. عند استخدام هذه الطريقة، قد لا تولد أفكار جديدة. يمكن تجنب ذلك من خلال عدم القيام ببساطة بالانعكاسات المباشرة. على سبيل المثال، الفكرة السلبية: عدم توصيل المنتج إلى العملاء في الوقت المحدد. ثم نعكس ذلك بطريقة مباشرة للتأكد من تسليم المنتج في الوقت المحدد، ثم ننتقل إلى الفكرة التالية.

بدلاً من ذلك، خذ فكرة سلبية واحدة واقضِ بعض الوقت معها. لا تقم بعكسها إلى الفكرة الإيجابية الواضحة فقط. العب معها قليلا. أستخدم التفكير الجانبي لتوليد المزيد من الحلول من تلك الفكرة السلبية الواحدة.

من الأسهل على بعض الأشخاص استخدام طريقة التفكير الجانبي عندما يريدون أن يكونوا أكثر مرونة أو يتوقفوا عن التفكير بشكل سلبي. نظراً لأن لديك أفكار سلبية يمكنك البناء عليها، فلديك نقطة انطلاق. لا يركز العصف الذهني التقليدي على هذا كثيراً. وجود ذلك كنقطة بداية يمنح أفكارك مساحة صغيرة للمناورة.

سارنوف ميدنيك و التفكير الترابطي

عندما نتحدث عن نقاط انطلاق، فإن عقولنا تربط النقاط بشكل طبيعي. مشاهدة شيء ما يثير ذكرى أو فكرة في العقل. الأفكار لا تظهر في رأسك من العدم. يُعرف هذا النوع من التفكير باسم “التفكير الترابطي”. التفكير الترابطي هو العملية التي يتم من خلالها ربط الأفكار والعواطف والأنشطة الجسدية ببعضها البعض من أجل تحديد ترتيب حدوثها في العقل.

يعتقد سارنوف ميدنيك أن هذا هو الأساس للعملية الإبداعية، وأن العملية الإبداعية حدثت نتيجة التفكير الترابطي. اقترح أن العملية الإبداعية هي القدرة على تكوين عناصر ارتباطية جديدة يتم التعرف عليها على أنها مفيدة.

هناك نوعان من المبادئ الرئيسية لنظرية التفكير الترابطي. أولاً، كلما زاد عدد الترابطات التي نقوم بها، زادت احتمالية توصلنا إلى إجابات إبداعية. كما يقترح ميدنيك أنه كلما كان الارتباط بعيداً، كان الارتباط أكثر حداثة، وكانت النتيجة أكثر إبداعاً. 

على سبيل المثال، إذا سمعت كلمة “ملح”، فإن الكلمة التي قد تتبادر إلى ذهنك أولاً هي الفلفل. ولكن إذا سمعت كلمة “ملح”، والفكرة التي خطرت ببالك هي أنجلينا جولي، فهذا ارتباط بعيد. بالمناسبة، مثلت أنجلينا جولي دور البطولة في فيلم يسمى الملح.

ابتكر ميدنيك مقياس لاختبار نظريته في التفكير الترابطي. يُطلق على اسم الاختبار Remote Associates Test. من الناحية النظرية، كلما زادت الإجابات الصحيحة لهذا الاختبار، يمكن تكوين المزيد من الارتباطات. من الناحية الافتراضية، يُقترح إذا كان بإمكانك إنشاء المزيد من الارتباطات، فستكون أكثر إبداعاً.

نوعان من التفكير الترابطي

هناك نوعان من التفكير الترابطي. أولاً، التربطات الحرة، غير الموجهة، بدون هدف أو تصميم، ونتيجة لذلك، لا يمكن التنبؤ به. ثم هناك الترابطات الموجهة. هذا هو التفكير الذي تنظمه بعض الرغبة أو التصميم أو النية أو الإستراتيجية. إنه أكثر قابلية للتنبؤ. في الإبداع المعرفي المتعمد، ترتبط الأفكار بالشكل الثاني من التفكير الترابطي، وننشئ ترابطات موجهة. لكن، بالطبع، هذا يعزز الارتباطات الحرة التي نصنعها بشكل طبيعي. 

خلاصة القول

العصف الذهني العكسي، العصف الذهني السلبي، و التفكير الترابطي هي طرق للمساعدة في إنتاج الأفكار وتشكيل حلول للمشاكل التي نواجهها عند صنع القرارات. جربهن لتسهيل صنع القرارات وتحقيق الأهداف وإنشاء استراتيجيات لتحقيق الغرض المقصود.