كيفية التغلب على الخوف وعيش الحياة بشجاعة

هل سبق لك أن استيقظت وفكرت، “اليوم هو اليوم الذي أتغلب على شعوري بالخوف وسأفعل فيه الأشياء بشكل مختلف”، لكنك وقعت بعد ذلك فريسة لعاداتك وقلقك؟ ربما ترغب في تغيير مهنتك، أو تحسين علاقتك العاطفية، أو ممارسة هواية إبداعية، ولكن يبدو أنك لا تجد الشجاعة وأنت تتخذ خطواتك الأولى.

لست وحدك في هذا. من خلال تجربتها كمدربة تطوير شخصي، وجدت كيت سوبودا أن الخوف هو العقبة الرئيسية التي نحتاج جميعاً إلى التغلب عليها قبل أن نتمكن من إظهار أحلامنا ورغباتنا الحقيقية. لقد رأت أيضاً أن محاربة الخوف أمر غير واقعي – فأنت تتظاهر بأنه غير موجود.

سيوضح لك هذه المقال كيف يمكنك أن تعيش حياة أكثر شجاعة من خلال البحث في أعمق مخاوفك، وتغيير روتينك العاطفي، وإعادة صياغة القصص التي تخبرها لنفسك.

إقرأ ايضاً:

ما هو الخوف؟ وما هي الطرق التي يتجلى بها الخوف؟

الخوف عاطفة إنسانية طبيعية ويختبرها الجميع في مرحلة ما من حياتهم. إنها إشارة إلى وجود خطأ ما وعلينا اتخاذ إجراء. يمكن أن يأتي الخوف من العديد من المصادر مثل القلق الاجتماعي أو اضطراب الشخصية أو حتى نوبة القلق.

هناك العديد من الطرق التي يتجلى فيها الخوف: يمكن أن يكون شعور بالرعب أو القلق أو الكرب. يمكن أن يكون أيضاً إحساس بالخطر أو توقع حدوث شيء سيء أو الشعور بالتهديد من شيء لا تفهمه أو تعرف الكثير عنه.

ابدأ بتحديد الدور الذي يلعبه الخوف في عاداتك وروتينك.

قد تكون دعوة لتغيير حياتك قد جاءت إليك بشكل غير متوقع. الحقيقة التي تدفعك إلى ذلك أن هو ربما تكون غير سعيد بمهنتك أو علاقة أو أي شيء آخر والتي تجعلك قد تشعر بعدم الارتياح. قد يؤدي إلى التوتر أو مشاعر الشك الذاتي. قد تبدو فكرة التغيير برمتها غير عملية أو غير مريحة بسبب عدم قدرتك على التغلب على مشاعر الخوف.

ردود الفعل هذه طبيعية تماماً. قد يفاجئك، مع ذلك، عندما تعلم أنها جميعاً متجذرون في نفس الشيء: الخوف.

الخوف لا يظهر دائماً بالشكل الذي نتوقعه.

في بعض الأحيان يتجلى كمشاعر أخرى. عندما نقرر إجراء تغيير جذري دون الاعتراف أولاً بخوفنا، قد يكون من السهل استخدام المشاعر التي تنشأ عنه لتبرير عدم المتابعة.

لنفترض أنك ترغب في تغيير مهنتك أو عملك. ولكن نظراً لأنك استثمرت بالفعل الكثير من المال والوقت في الحصول على درجة علمية متقدمة في مجالك، فإن البدء من جديد يبدو غير منطقي. لذلك تستمر في التملص من تغيير عملك على الرغم من أنك تكرة الذهاب إلى العمل كل صباح بشكل متزايد.

أو ربما لديك شعور مزعج أن هناك شيئاً ما مفقوداً في جزء آخر في حياتك. يصعب تجاهل هذا الشعور، لكن عكس المسار أو رسم خريطة جديدة تماماً أمر مخيف للغاية. لماذا يجب أن يبدو اتخاذ اتجاه جديد مخيفاً للغاية؟

حسناً، يُفضل الدماغ الراحة والقدرة على التنبؤ. للحصول على هذه الأشياء، فإنه يغمر جسمك بمشاعر الخوف والقلق عندما يتم تحدي روتينه. وبالمثل، عندما تختار الطريق الذي يمكن التنبؤ به، يكافئك الدماغ بالشعور بالاسترخاء.

هذا هو السبب في أن التغلب على مخاوفك وإجراء التغييرات أمر صعب للغاية. إنها تتطلب الصبر، وكذلك مواجهة والاعتراف بالمشاعر التي تجعلك غير مرتاح. إن محاولة محاربة الخوف بتجاهله أو إخبار نفسك بلا هوادة بـ “التفكير بإيجابية” هي طرق لا تنجح ببساطة.

إذن ماذا يمكنك أن تفعل بدلاً من ذلك؟

يمكنك اختيار ممارسة الشجاعة من خلال الانخراط في مخاوفك لكي تتغلب عليها، ومنح نفسك الإذن للتخلي عن الوضع الراهن واكتشاف طريقة أفضل للعيش. تتمثل إحدى طرق القيام بذلك في إعادة النظر في نهجك تجاه الخوف من خلال تحدي العادات القديمة وتكوين عادات جديدة.

ولكن قبل أن تكون جاهزاً لهذه العملية المكونة من أربع خطوات، وهي عادة الشجاعة، عليك القيام ببعض الأشياء الأخرى أولاً، وهي بدءاً باحتضان رغباتك الحقيقية.

لا يمكنك التغلب على الخوف، ولكن يمكنك القضاء على سلطته عليك من خلال معرفة روتين خوفك.

بالنسبة لمعظمنا، الخوف هو أكبر عقبة نواجه عند متابعة أحلامنا. فلماذا لا يمكننا فقط أن نقرر، مرة وإلى الأبد، أننا لن نخاف؟

حسناً، كما يقول الباحث في موضوع مشاعر العار الدكتور برين براون، “لا يمكنك إيقاف المشاعر بشكل انتقائي”. ولكن قبل أن تبدأ في تعلم عادة الشجاعة، عليك تغيير كيفية تأثير العواطف عليك، من خلال شيء تتعامل معه كل يوم: عاداتك.

وفقاً لـمؤلف كتاب قوة العادة، تتأثر حياتنا العاطفية بشكل كبير بعاداتنا، والتي يمكن تقسيمها إلى دورة مكافأة من ثلاثة أجزاء.

معرفة روتين خوفك سوف يساعدك على إدراك كيفية القضاء على سلطة الشعور بالخوف.

الإشارة هي شعورك الأولي. عندما تسبب لك إشارة ما توتراً، فإن عقلك في الواقع مرتبط بإثارة سلوك، أو روتين، يمنحك مكافأة لكي يسبب انخفاض في التوتر.

على سبيل المثال، لنفترض أنك ذهبت إلى مساحة عمل مشتركة للتركيز على كتابة مقال. ولكن عندما ترى ثقة الكُتاب الآخرين في العمل، فإنك تُصاب بالشك الذاتي.

في هذه الحالة، الشك الذاتي هو إشارة تسبب التوتر، والروتين الانسب لتخفيض التوتر هو ان ترحل من المكان. المكافأة هي الشعور الذي ينتابك من هذا الروتين؛ إذا غادرت مساحة العمل المشتركة، فستشعر بالراحة المؤقتة.

هذا المثال يوضح ماهو روتين الخوف. هناك اربعة انواع من روتين الخوف حسب مؤلف كتاب عادة الشجاعة.

روتين الخوف عند الشخصية الكمالية يتركه غير راضٍ بشكل مزمن، وغاضب، ومرتبك. إنه يأخذ الكثير من المهام ويواجه صعوبة في التخلي عن السيطرة، لكن منظور الناس الإيجابي اليه وانجاز المهام الموجودة في قائمة الأعمال يمنحه نوعاً من الشعور بالسيطرة.

يتضمن روتين الشخصية المضطربة اتخاذ خطوتين للأمام وخطوة للخلف. يؤدي الشعور “بالتقييد” إلى تآكل الحماس الأولي الذي يشعر به حيال الأشياء، لذلك يجد صعوبة في الحفاظ على جهوده ويتوقع نتائج كبيرة من افعال بسيطة.

روتين الخوف عند شخصية مُرضي الناس. خدمة الآخرين هي محور حياته الرئيسي؛ حتى أنه يخبر نفسه أنه ليس لديه الوقت لمتابعة أحلامه لأن العائلة أو الأصدقاء بحاجة إليه.

روتين الخوف عند الشخصية المتشائمه يقوده إلى الاعتقاد بأن لا شيء يعمل لصالحه، لذلك لا يرى فائدة من المحاولة. يرفض أن يطلب ما يريد لأن عنده فرص التغيير غير موجودة.

لتعيش حياتك بشجاعة، أحط نفسك بأشخاص داعمين يحترمون أيضاً قيمة الشجاعة.

حتى لو قمنا بالكثير من العمل نحو الوعي بالذات، فإن الشعور بالخوف لا يزال يعيقنا. هذا هو من طرق بناء عادة الشجاعة وهي العثور على الأشخاص الذين يعملون على نفس الأشياء.

وفقاً بحث تم إجراؤها في جامعة هارفارد عام 1994، فإن الدعم الاجتماعي ضروري في تكوين العادات.

لكن أين يمكنك أن تجد اشخاص داعمين لك؟

ابدأ بالنظر في الأشخاص الذين تعرفهم بالفعل. من الذي يحاول أيضاً أن يعيش حياة أكثر شجاعة؟ اكتب أي شخص يتبادر إلى ذهنك، مع الأخذ في الاعتبار ما إذا كان يُظهر سلوكيات “التواصل” المهمة:

  • إظهار الضعف بدلاً من التظاهر بأن كل شيء على مايرام؛
  • محاولة حل المشكلات بدلاً من الشكوى؛
  • الاستماع وتقديم التعاطف.
  • أو إظهار اللطف والرحمة على المنتقدين.

أختار شخص مستعد لممارسة عادة الشجاعة ويمتلك سلوكيات التواصل التي تم ذكرها في الأعلا. عندما تتواصل مع مثل هذا الشخص، لاتصرف انتابهك عندما يسألك عن حياتك؛ واعتاد على مشاركة أخبارك بكل صراحة ووضوح حتى عند الكلام عن نقاط ضعفك.

العلاقات معقدة، لذا قد لا يكون هذا سهلاً – قد لا يدعم الأشخاص المحيطون بك قرارك بأن تعيش حياة قائمة على الشجاعة. لكن تحدى نفسك ألا تتجاهل ضعفك.

إذا رد عليك احد الاشخاص بطريقة نقدية او غير محترمة، دعه يعرف كيف تشعر حيال كلامه. اشرح سلوكيات “التواصل” التي تفضل ممارستها معه. إذا ظل غير متقبل، فأنت تعلم أن الوقت قد حان لوضع الحدود المناسبة والالتزام بالعثور على آخرين يشاركونك قيمك.

أخيراً، لا تنتظر حتى يُظهر الأشخاص سلوكيات “التواصل”: ابدأ بها بنفسك. طريقة سهلة للقيام بذلك هي أن تطلب من شخص ما مشاركة شيء ما عن حياته ثم الاستماع.

ما هي فوائد عيش حياة شجاعة؟

هناك العديد من الفوائد لعيش حياة شجاعة. يساعدك على التغلب على مخاوفك وعيش حياة أكثر إشباعاً. يساعدك أيضاً على أن تكون سعيد وواثق وأفضل في العلاقات. غالباً ما يعني تحقيق التقدم وعيش حياة شجاعة المخاطرة. من خلال القيام بذلك، ستشعر بقلق أقل وستكتسب المزيد من الثقة وتبني احترامك لذاتك. يمكنك أيضاً الاستمتاع بتجارب جديدة وتعلم تطوير شجاعتك لمواجهة المواقف الصعبة.

خلاصة القول

لن يكون الأمر سهلاً، ولكن بمجرد أن تتعود على عادة الشجاعة، يمكنك تطبيقها على العديد من المجالات المختلفة في حياتك، من النشاطات إلى الأبوة والأمومة إلى الإبداع. تذكر أن النمو عملية مستمرة. الأمر ليس سهلاً مثل ضغط مفتاح التشغيل والإيقاف من “المخيف” إلى “الشجاع”. إن عادة الشجاعة هي لعبة طويلة، لكنك سترى أن المكافأة – عيش حياة تشعر فيها أنك أصيل – تستحق العناء.